صفات الإدارة الناجحة والمدير الناجح عند الإمام علي (ع)

صفات الإدارة الناجحة والمدير الناجح عند الإمام علي (عليه السلام)

يزخر كلام الإمام علي أمير المؤمنين (عليه السلام) بصفات المدير وكيفية الإدارة وهو يعرف بتلك الصفات من خلال توصيفه للمتقين والصالحين .

ومن خلال وصاياه لابناءه ورسائله وكتبه الى ولاته بالأخص عهده إلى مالك الاشتر واليه على مصر.

وإذا أريد أن تأتي إلى جميع ما ذكره الامام (عليه السلام) في هذا النطاق فهو مما يطول المقام فيه علينا ، ولكن نحاول التقاط بعض الصفات التي هي تعتبر مفاتيح الإدارة الجيدة .

أولا : في مجال الهندام والشكل الظاهري :

فيقول الإمام (عليه السلام)( جمال الرجل الوقار) . ويؤشر (عليه السلام) الى وجود جمال ظاهر وجمال باطن فيقول (عليه السلام) (الجمال الظاهر حسن الصورة ، الجمال الباطن حسن السيرة ).

ثانياً : الليونة وسعة الصدر:

حيث يقول امير المؤمنين (عليه السلام) ( من الآن عوده كثفت أغصانه )ويقول أيضا (آلة الرياسة سعة الصدر).

ثالثاً::ثالثاً سعة الصدةاغصانه ويقول ايضاً الى الرب م تيح الادارة الجديدة

)ين والصالحين . ضبط النفس والحيلولة دون الغضب:-

لان الغضب يهدم كل ما يبنيه المدير فيقول الامام (عليه السلام) في الغضب الحدة ضرب من الجنون وعكس الغضب الحلم وهو السيطرة على النفس فيقول (عليه السلام)( الحلم والأناة توأمان ينتجها علو الهمة).ومن مظاهر ضبط النفس البشاشة فيقول (عليه السلام) ((المؤمن بشرهُ في وجهه ، وحزنه في قلبه أوسع شيء صدراً وأذل شيء نفساً ، يكره الرفعة ويشنأ السمعة طويل غمه بعيد همه ، كثير صمته ، مشغول وقته شكور صبور ، مغمور بفكرته ظنين بخلته ، سهل الخليقة لين العريكة ، نفسه اصلب من الصلد ، وهو أذل من العبد))

رابعاً : مداراة الأفراد:-

وهي صفة لاتتوفر الا في القادة الذين ينظرون للناس بود ومحبة فيقول امير المؤمنين عليه السلام (التودد الى الناس رأس العقل)

خامساً : العفو عن المسيئين:-

وهي علو الصفات فيقول (عليه السلام) (أولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة ).

سادساً: التأني في إصدار القرارات:-

لا يستغني المدير عن التأني لان القرار الذي يصدر في ظروف هادئة هو اقرب إلى الواقع فيقول (عليه السلام) (من الخرق المعاجلة قبل الإمكان والأناة بعد الفرصة).

سابعاً : بذل الوسع:-

أي يبذل الطاقة الإضافية التي يمتلكها الرجل يجعله أهلا للإدارة ، يقول الإمام (عليه السلام) (من بذل جهد طاقته بلغ كُنه إرادته).

ثامناً : انجاز العمل في وقته:-

يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) (احزم الناس رأياً من أنجز وعده ولم يؤخر عمل يومه لغده).

تاسعاً: التقدم الدائم:-

فيقول عن صفات الكِّيس وهو المدير المدبر للأمور : (الكِّيس من كان يومه خير من أمسه ) وهذا يتطلب اللباقة والتحمس وتقدير الكفاءات وإشراك الجميع في المشورة و القرار والإحاطة والمعرفة الشاملة ويقول في ذلك عليه السلام في عهدهِ لمالك الاشتر(ثم تفقد أعمالهم وابعث العيون من أهل الصدق والوفاء عليهم ,فان تعهدك في السر لأمورهم حدوَة لهم على استعمال الأمانة والرفق بالرعية).

عاشراً: كسب رضى العاملين:-

وذلك بالإحسان إليهم ونشر الرحمة عليهم حيث يقول الإمام ((عليه السلام))( واشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبة لهم واللطف بهم ولا تكونن ضبعاً ضارباً تغتنم أكلهم فأنهم صنفان أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق يفرط منهم الزلل ويعرض لهم العلل ، ويؤتى على أيديهم في العمد والخطأ فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب وترضى أن يعطيك الله من عفوه وصفحه ).

فالأفضال على الناس هو السبيل لكسب رضاهم وهو أساس الإدارة الناجحة حيث يقول عليه السلام (زين الرياسة الأفضال ) والتفضل مقارن للإحسان وهو ما يفيض على العدل ، فالعدل هو إعطاء كل ذي حق حقه ، بينما الإحسان (التفضل) هو إعطائه أكثر من حقه . فالإعطاء هو أقوى جسر للمحبة وكسب الرضى حتى لو كان ذلك العطاء محدوداً قليلاً فيقول أمير المؤمنين(عليه السلام) (لا تستح من إعطاء القليل فأن الحرمان اقل منه) .

هذه الصفات هي مفاتيح الإدارة الجيدة ويفتح الإمام (عليه السلام) الباب أمام الجميع فيقول (قدر الرجل على قدر همته), (ومن ساس نفسه أدرك السياسة), (حق على الملك أن يسوس نفسه قبل جنده).