اتقو الله في الشيخ اليعقوبي

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على إكمال الدين وإتمام النعمة بولاية النبي واله الأطهار صلى الله عليهم أجمعين.
مرت الامة الاسلامية لاسيما المجتمع العراقي بظروف قاسية وتجارب مريرة وصراعات عنيفة طيلة عقود من السنين , وكانت قد علقت امالها في الخلاص من براثن الظلم ورفع الحيف والحرمان عنها على العديد من القيادات والاتجاهات التي تصدت لهذه المسؤولية واعدة ً اياها بأنها ستكون المخلص لها والمنقذ من هذه المحن التي تعيشها.
الا ان الواقع اثبت زيف ونفاق اغلب هذه القيادات والاتجاهات التي لم يكن هدفها الا جني المصالح الشخصية وترك الامة تغوص في بحر الفقر والحرمان والضياع، وفي خضم تلك الاحداث والتجاذبات المعاشة لم تجد الأمة من تلك القيادات سوى المرجعية الدينية ناصحا ً لها ومحاميا ً عنها ومطالبا ً بحقوقها ومضحيا ً في سبيلها.
ولو أردنا أن نتكلم عن الأدوار العظيمة التي قامت بها المرجعية لاسيما في القرن الماضي لاحتجنا إلى كتابة موضوع منفصل، فقد حفل ذلك القرن بأعمال كبيرة وتضحيات جليلة قدمتها المرجعية كدورها في مواجهة الاحتلال البريطاني من خلال تفجيرها لثورة العشرين في العراق ودورها في التصدي للتيارات الفكرية الضالة التي اجتاحت المنطقة الاسلامية كالشيوعية والعلمانية، ووقوفها في وجه الطغمة البعثية في العراق, وتفجيرها الثورة الاسلامية في ايران واقامتها للحكومة الاسلامية.
كما شهد ذلك القرن العديد من التضحيات من قبل مراجع الدين في سبيل انقاذ الامة مما تعيشه من الجور وتسلط الظالمين لعل ابرزها شهادة الصدرين العظيمين اللذين عاشا آلام الامة وامالها وكانا عازمين على المضي قدما ً في طريق تحرير الامة واستقلالها ولم يثنهما في ذلك ظلم الطواغيت واضطهادهم حتى نالا شرف الشهادة في سبيل الله واعلاء كلمة الحق.
نقول : رغم كل ما قدمته المرجعية الدينية وما زالت تقدمه من تلك الاعمال الجليلة الا انها لا زالت تعاني من ظلم العديد من ابناء امتنا فضلا ً عن ظلم الاعداء لها, وذلك بالتهجم على مقام المرجعية وانتقادها بالنقد اللاذع الهدام المقيت وبالسب والشتم والنيل منها وعدم طاعتها والاعراض عنها.
لذا اردنا من كتابة هذه السطور بيان ظلامة المرجعية والدفاع عنها وايضاح بعض النقاط التي تبين لمن ظلموا المرجعية وتجاوزوا عليها عدم صحة مواقفهم تجاهها وفداحة مايرتكبونه بشأنها راجين ان تؤخذ هذه النقاط بعين الاعتبار والتفكر والله الموفق.
وفي الحقيقة فأن من يجسد ظلامة المرجعية في العراق جهات عديدة وشرائح متعددة، ولكننا سوف نقتصر هنا على جهتين منها:
الجهة الاولى : وهم جزء من ابناء مذهب التشيع من بسطاء التفكير وغير الواعين والعاطفيين الذي لايراعون حرمة المرجعية ويتناولونها بالسب والشتم والافتراء والاستهزاء والتسقيط والتشويه, بل ان بعضهم راح ينصب نفسه قيما ً ومراقبا ً وحاكما ً على المرجعية يُعلمها كيف تتصرف وكيف تتخذ المواقف تجاه الاحداث وينتقدها اشد الانتقاد اذا لم يكن فعلها مطابق لما يريد وهو لايملك شيئا ً من العلم والحكمة.
وهذه انتكاسة خطيرة تمر بها امتنا وهي حالة سلبية ومرفوضة تعود اثارها السيئة على كيان امتنا الاسلامية ومذهبنا الحق، لذا لابد من تنبيه هؤلاء الاخوة الى فداحة الخطأ الذي يرتكبونه بتهجمهم وتجاوزهم على مقام المرجعية الدينية وذلك من خلال فهمهم واستيعابهم للنقاط الاتية:
1- ان المرجعية الدينية تعتبر نقطة القوة الحقيقية بالنسبة للمجتمع الاسلامي عموما ً ولاتباع مذهب اهل البيت (ع) خصوصا ً , فهي صمام امان الامة من الانحراف وهي سفينة النجاة في امواج الفتن وهي المصدر الرئيسي المحرك للجماهير والمنقذ لها في ساعات الخطر, والمرشد لها عند تشابك الاوضاع واختلاط الاوراق, وادوارها المشرفة عبر عصور الغيبة الكبرى خير شاهد على هذا الكلام.
لذلك ينبغي للامة ان تعرف هذا القدر للمرجعية وان تقدر لها جهودها الجبارة في تشييد البناء الاسلامي والوقوف بوجه اعداء الاسلام على اختلاف الوانهم, وهذا يفرض زيادة التمسك بها وطاعتها لا الاعراض عنها والنيل منها لاننا عند ذلك سوف نفقد ابرز نقاط قوتنا, وهذا ما يهدف له اعداء الاسلام والمذهب وبالتالي نكون ممن يخدمهم , فهم ادركوا ان المرجعية هي العقبة الكؤود التي تقف في طريق تمرير مخططاتهم وانها المصدر الوحيد القادر على تـثـقـيـف الجماهير وتحشيدها لتقف الوقفة المشرفة تجاه تلك المخططات , لذلك عملوا على فسخ هذه العلاقة الوثيقة بين المرجعية والجماهير بعد ادراكهم عدم جدوى أي عمل بوجود هذه العلاقة الوثيقة , فبدأت جهودهم تتركز على تحقيق امرين:
الاول : تشويه صورة المرجعية وتسقيطها في نظر الامة بحيث تفقد المرجعية قدسيتها وهيبتها في نفوس المؤمنين.
الثاني : نشر ثقافة عدم الاحتياج الى المرجعية الدينية و الاكتفاء بتقليد الاموات اوالاكتفاء بمجرد التفقه الديني ووصول الانسان الى بعض مراتب العلم دون الحاجة الى الرجوع للعلماء, وضرورة تعقب اخطاءها وانتقادها وعدم الاخذ برأيها.
وبتحقق الامرين تنفصم تلك العلاقة الراسخة بين المرجعية والجماهير, وبالتالي يتحقق للاعداء ما يصبون اليه ومن ثم يمكنهم امرار ما يريدون امراره من المكائد والمؤامرات لان كلمة المرجعية حينئذ ستكون فاقدة المفعول ولا تجد اذان صاغية، لذا ينبغي لاخواننا التنبه لهذا الامر الخطير فأن قوتنا في مرجعيتنا بل كياننا في مرجعيتنا.
وهذا ما اكده السيد الشهيد الصدر الثاني (قد) في احدى محاضراته حيث يقول (( المجتمع بدون مجتهدين, كل البشرية بدون مجتهدين تكون ملحقة بالعدم , تكون ضالة ومضلة - وان كان مولطيف تساوي (كَحف) او حذاء عتيق, انما شأنها في الحقيقة بالمجتهدين وكلما كثر المجتهدون وكثر المفكرون يكون شأنها اعظم )).
وفي هذا الصدد يقول السيد الخميني (قد) في احدى خطبه (( هل يمكن ان يكون هناك اسلام دون علماء؟ وهل يمكنكم ان تفعلوا شيئا ًدون وجود العلماء؟ ان قبول الاسلام من دون علماء دين كالقول بقبول الاسلام من دون سياسة، فلا يمكن ان يكون اسلام دون علماء دين)) ويقول (قد) في نفس الخطبة (( لا تقولوا نحن نريد الاسلام من دون علماء الدين، بل قولوا نريد الاسلام وعلماءه ايضا ً، اذا اردتم ان تكونوا انتم المتصدين لوحدكم من دون علماء الدين فستبقون خاضعين للاخرين (الاجانب) الى يوم القيامة.... لا ترفضوا هؤلاء العلماء، فهم طاقة لا حدود لها، وقوة لا تنتهي، وهي قدرة الشعب وقوته، فلا تتخلوا عن قوة الشعب هذه)).
2- ان الرجوع الى علماء الحوزة وطاعة المرجعية الدينية هو مما تفرضه العقيدة الاسلامية حسبما وردنا عن ائمتنا (ع) لاسيما صاحب العصر والزمان (عج) حيث يقول في مكاتبته لاسحاق بن يعقوب (( واما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها الى رواة حديثنا فانهم حجتي عليكم وانا حجة الله عليكم)) ورواة الحديث هم المجتهدون كما يعلم الجميع.
اذن فنحن مأمورون بطاعة المرجعية ولا يجوز لنا الاعتراض والرد عليهم لانه من الرد على الامام وهو رد على الله تعالى بحسب قول الامام (عج) (( الراد عليهم كالراد عليَ والراد عليَ كالراد على الله)) .
وهذا ايضا ً ما يؤكده السيد الشهيد الصدر الثاني (قد) في خطبته الاولى من الجمعة الاولى في مسجد الكوفة المعظم فيقول (( بالنسبة الى الجمهور , بالنسبة الى عوام الشيعة جزاهم الله خير جزاء المحسنين هو ان لا يعملوا عملاً او لا يقولوا قولاً الا بأذن المراجع الكرام والقادة العظام لا تتحرك ولا تنطق ولا تنظر بل ولا تفكر الا بأذن الله الا بالشيء الذي يرضي الله سبحانه وتعالى واما اذا كان شيء مشبوهاً او مشكوكاً او فيه زيادة او نقيصة او احتمال الخطر او احتمال الموت او احتمال الذنب او احتمال الدم كما يقولون امتنع عنه بكل صورة نحن لم نسمع ولم نر الله ، وانما سمعنا عنه بكتابه المكتوب عنه وهم العلماء فلا ينبغي ان الانسان يتصرف اطلاقاً الا بأذن العلماء )).
.[center]

جزاك الله الف خير اخي الفاضل
المدير العام فعلا فليتقوا الله
بارك الله فيك

ان الدفاع عن المرجعية الرسالية هو الدفاع عن الامام بحد ذاته لان المرجعية النائبة عن المعصوم تمثل الخط الرسالي
واما الحوادث الواقعة فارجعو بها الى رواة حديثنا فانهم حجتي عليكم وانا حجة الله

اذا المرجعية الرسالية العاملة هي حجة علينا
فاعينوا مرجعيتنا الرسالية بورع واجتهاد وسداد
بوركتم
واهلا بالاخت عبق الحسين
ومقالة مثمرة يا مديرنا العام

مشكور اخي سيف جعلك الله من المدافعين عن المؤمنين

تقبل مروري

بارك الله فيك وسدد خطاك

الاخ (الموالي)
الاخت الفاضله (عبق الحسين)
الاخ علي فاهم
الاخ (ابو احمد العراقي)
اشكركم على مروركم العطر في صفحتي نسأل الله ان يجعلنا ممن يحملون هم هذا المصلح العظيم

بارك الله فيك اخي سيف وأنك بحق من جند المرجعيه الاوفياء الذين يذودون عن المرجعيه الرشيده وتقبل مروري

أحسنت أخي العزيز سيف وجعلك الله تعالى من المحسنين الذين قد شمروا عن سواعدهم للدفاع عن الحق وأهل الحق

شكراً اخي سيف العراقي على الموضوع و الدفاع عن الحق الحقيقي