الذاكرة المتشظية

الذاكرة المتشظية
بقلم المهندس اثيل فوزي

قديما كان يقال بانه من المستحسن عدم تذكر الاشياء السيئة لانها تسبب الاحباط

والكأبة !!!

لا ادري هل يصح ان يقال مثل هذا الامر عن بلدي العراق ؟؟؟

يا ترى هل تذكر الاشياء السيئة التي حصلت والتي وفعلها بعض ضعاف النفوس واصحاب القلوب المريضة

يا ترى من يتحمل عار الخطيئة نحن ام بلدي ام كلانا ؟؟

********

حينما نراجع شريط ذاكرة بلدي العراق نجد ان كل طيف من اطياف الشعب العراقي قد خّطَّ لنفسه مسيرة مليئة بالماّسي والهموم والامال بل وحتى مسيرة من الظلم !! نتيجة تسلط بعض اشخاص هذا الطيف او ذاك

كما اننا نرى ان اغلب الاطياف العراقية لها القابلية على صنع طواغيت واصنام قد لا يمكننا التخلص منها والعجيب ان اصنام وطواغيت طيف معين تتسلط وتؤثر على ابناء البلد باكمله وتؤثر في كل اطيف البلد

فنجد على سبيل المثال لا الحصر ان طاغوت العصر هدام قد تسلط على العراقيين ككل مع العلم يانه ينتمي الى طائفة معينة

ان هذه النزعة نحو التسلط التي انتجتها ثقافة هذا الطيف او ذاك تنعكس من ذاكرة مهشمة ابتلى بلدنا الحبيب

ان الامثلة التي امامنا في التاريخ العراقي وفي الذاكرة العراقية حافلة بمثل هكذا نماذج

الامر الذي احب ان الفت النظر اليه

واوجه من خلاله السؤال لكم هو :

لماذا لم تجتمع ذاكرة الشعب العراقي بكافة اطيافه بذاكرة واحدة وهمومٍ واحدة وامل واحد ؟

وهل ان (( تشضي ذاكرة العراق )) بعدد اطيافه قد اسهم وبشكل واضح في وصولنا الى ما نحن عليه الان من فرقة وتناحر واحتلال هذا لو اعتبرنا ان فرقتنا هي مقدمة رئيسية للاحتلال الذي نحن فيه

اخواني القراّء لنكن واقعيين وبعيدين عن الشعارات والهتافات .. اعني لو عدنا بذاكرة العراق (( المتشظية )) الى افق ماضي هل نحمل في ذاكرتنا ما يشير الى لُحمة حقيقية بين ابناء العراق بمنظور واحد ؟؟

الجواب هو كلا وبكل صراحة لمذا . لان السني يختلف بمنظوره عن الشيعي والكردي عن التركماني وهكذا ..

ان ارثنا التاريخي وما تحمله كل طائفة من افكار فئوية قد اسهم بمجمله في

(( تشظي ذاكرة البلد )) بحيث اصبح ابناءه وشبابه لا يستطيعون تشكيل صورة ذات معالم وحدوية عن العراق ووحدة ارضه وستقلاله بعيدا عن الضغوطات

بل على العكس اصبحت تطلعات العراقيين وفق نظر الديمقراطية المؤمركة الجديدة التي ترسم افقها وفق المصلح الشخصية والفئوية والتي اصبحت تنعكس على قوانينا وتشريعاتنا فهذا هو قانون الاقاليم وقانون الفيدرالية ووووو غيرها الكثير من القوانين التي تهيء لتقسيم العراق

واليوم نتهييء لذاكرة متشظية جديدة حيث تركنا مساحة كافية لها في عقولنا من خلال بزوغ نجم طاغوت جديد يستغل ابناء طيفه لتنفيذ مخططه الخارجي الذي رسمته له ذاكرته المتشظية

هذا هو الذي كتب على العراق من دمار وخراب وفساد واستأثار الى الله المشتكى فمنه الفرج ومنة المخرج
اللهم انا نرغب اليك في دوله كريمة تعز بها السلام واهلة وتذل بها النفاق واهله وتجعلنا فيها من الدعاة الى طاعتك والقادة الى سبيلك