☼ ☼ درس من اصحاب الحسين (ع) ☼☼
ان كل انسان صاحب فكرة رائعة او مشروع هادف ولغاية نبيلة خصوصا ان كان تحت خط رباني ، تكون دوافعه اسمى الدوافع ، دوافع منشؤها الحب والعشق لتحقيق الغاية والهدف الاسمى ، دوافع لاتنزل الى مرتبة الوجود العقلي او الشرعي او الاجبار او الضغط او الحرج او الاغراء او الترهيب والتخويف ، بل تجعله تلك الدوافع النبيلة يسخو دونها بالدماء والارواح او لا اقل بالراحة والرفاهية .
ولنا من اصحاب الحسين (ع) درس من هذا النوع السامي ، وهم نماذج قل نظيرها بالتاريخ نماذج رسمت معنى الهدف السامي والوسيلة النبيلة والدافع الرائع ... لناخذ مثالا واحداً منهم (سلام الله عليهم ) ، وهو ( يزيد بن نبيط العبدي ) الذي رحل من البصرة ليتحق بركب الامام الحسين (عليه السلام ) بمكة ، وهو من النماذج الرائعة لعدة اسباب :
1- ان رسالة الامام (عليه السلام ) لن تكن تتضمن دعوة اجبارية للالتحاق به (عليه السلام ) كيما يضطر احدهم الى تلبية الدعوة بالاكراه والحرج ، ولا متضمنة نوع من الاغراء ما يلمح على المرء ان يبلغ مناه ومصلحته الدنيوية .
2- ان رسالته (عليه السلام ) كانت صريحة بخطر الخروج وبحث المسير مما قد يسوغ اهمال الامر والتعذر من تلبية نداء الحق الحسيني .
3- ان رسالة الامام (عليه السلام )لم تصل اليه ولم تقصده بالمباشر ولا اي فرد من جماعته السبعة وانما تسامعوا بالرسائل الحسينية فتاهبوا .
4- ان البصرة انذاك كانت تحت حكم شديد الارهاب وتسلط السلطان الظالم عبيد الله بن زياد بن ابيه (لعن) وان حدود البصرة قد اغلقت بتاثير ورود رسائل الامام (عليه السلام ) ووجود العيون المراقبة للخارج والداخل ، ومع كل ذلك لم يثن عن الخروج والالتحاق بالامام (عليه السلام ) .
5- كان لهذا البطل موقفا عند التقاء الامام (عليه السلام ) وهو شدة فرحته وسعادته بلقاء الامام (عليه السلام ) ، وهو مصداق للاية الكريمة 58 من سورة يونس مما يدل على الثقة العالية ومعرفة المصير وجلادة الموقف وايمانه بمبدئه الصادق .
6- ان هذا البطل واصحابه سطروا من الصفحات الكجيدة البيضاء في سوح الجهاد وميادين العمل لاعلاء كلمة الله عزوجل وراية الاسلام .
وهذا ما استطاع العبد المتواضع قراءته في كتاب ( الدوافع الذاتية لانصار الحسين (ع) ) لنتخذ منه العبرة في معرفة الحق معرفة واعية ممزوجة بالعواطف النبيلة ومعرفة ان ايمان المرء بمبادئه ووعيه بها يدفعه الى ان يكون صلب بالمواقف الحدية لا تحركه الاغراءات او الحرج او الاكراه او حتى الاحتياج الى الوجوب الشرعي بل هو الموقف نفسه والعمل ذاته وحبه لصاحب المشروع الرباني كافي لدفع الغالي والنفيس والنجيب من اجله .
والحمد لله رب العالمين والصلاة على محمد واله الطاهرين .
العبد الفقير رئيس تحرير
نشرة سبل السلام الثقافية الاسلامية